بطالــة بلا مسئـــول
بقلم/ أ.أسامة أبوحجاج
كم من العاطلين عن العمل في قطاع غزة الذين لم يحصلوا على فرصة عمل!. إنهم يتزايدون، فكل عام يتخرج المئات من الطلاب في جامعاتهم أقوياء أصحاء، يبحثون عن عمل يليق بهم ويتناسب مع تخصصهم لكنه للأسف عندما يرى هذا الكم الهائل من الخريجين الحاملين لدرجات الماجستير والبكالوريوس ينتظرون على شباك بطالة الوكالة او بطالة الإغاثة الإسلامية يُصدم ويتمنى أن لم تلده أمه أو أنه يفكر في الهجرة الى بلد آخر يوفر له عمل جيد ينتفع به. فهل يعقل أن نرى الخريجين (المتفوقين والحاصلين على شهادات عليا) على شباك وكالة الغوث ليحصلوا على بطالة ستة شهور ؟!.
هذا هو حال قطاع غزة الذي لم يعد مكانا آمنا للخريجين الذين يُعتبرون الدم الذي يسري في وريد الاقتصاد، فأين الاقتصاد؟. بدون تشغيل هذا الكم الهائل من العمالة، اين القوى السياسية المتنازعة على الحكم وعلى الكراسي السيادية؟. هل نظروا إلى شباك وكالة الغوث؟. هل نظروا إلى إحصائيات البطالة في قطاع غزة؟. هل فكروا في تشغيل العمالة؟. هل وضعوا إستراتيجية لتشغيلها؟. أليست العمالة هي المحرك الاساسي للاقتصاد؟. لماذا لا نستغل هذه العمالة في بناء التمنية الاجتماعية والاقتصادية؟.
ان العقل البشري هو صاحب الفكرة، والفكرة هي التي تؤدي الي خلق الاقتصاد. فلماذا تهاجر الفكرة الي بلد آخر بمصاحبة الخريجين المهاجرين لتستفيد منها دول أخرى، لماذا لا نستفيد نحن من هذه الفكرة التي يحملها صاحبها؟. لماذا هذا الاستهتار بهذا العقل البشري؟. هل أخذنا الصين واليابان مثالاً للاقتصاد المبني على الفكرة فاليابان كدولة متقدمة صنعت نفسها من خلال الفكرة على الرغم من ندرة الموارد الاقتصادية. فهي الآن تمثل اقتصاداً من اكبر الإقتصاديات في العالم، فلنُحِطْ الفكرة بسياج وظيفي حتى لا تهاجر الى بلد آخر فيستفيد منها ونحن أحوَجُ الناس إليها.
لو قام احد القارئين للمقالة وعمل استفتاء لطلاب الجامعات بسؤاله: لماذا انت تدرس هندسة او تجارة؟ فنتوقع منه إجابة واضحة: بأنه يدرس من اجل الدراسة وليس من اجل العمل بما درسه، في النهاية يجب ان ينتظر على شباك البطالة ليحصل على بطالة 6شهور .
وإنني أُحذَّر من خطورة بقاء الحال على ما هو عليه فترة زمنية طويلة وأدعو إلى إنشاء هيئة لتخطيط التعليم العالي في الجامعات ووضع إستراتيجية واقعية بما يحتاج إليه القطاع من عمالة ومهنيين وفنيين وتحديد عدد الخريجين ومحاولة البحث أيضا عن سوق عمل خارجي لتشغيل العمالة وتفعيل دور المشاريع الصغيرة لانها بمثابة داعم أساسي للإقتصاد وبالتالي تشغيل العمالة.
لذلك فمن اجل اقتصاد قوي يجب ان نتكاتف جميعا ونمسك في زمام الامور ونحاول ان نقوم باصلاحات في السياسة الفلسطينية التي لم تعد تشكل سوى خطر على افراد المجتمع، يجب ان نفكر سويا من اجل تشغيل هذا الكم الهائل من الخريجين والخريجات، فلنترك الكراسي السيادية ونتوجه نحو الكراسي القيادية، وأُذكِّر القائد دائما بقول القائد الأعظم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" وأُذكِّركم بأَن الرجال هم الذين يصنعون التاريخ وليس التاريخ يصنع الرجال، فاجعلوا تاريخكم مثل تاريخ الخلفاء العظماء.......
بقلم الأستاذ أسامة أبوحجاج